خطواتي الأولى في مؤسسة المنار
سمعت كثيرا عن متوسطة المنار ، كان أغلب الناس يمدحونها و يصفونها بحسن تعليمها و تربيتها و بعضهم ينتقدونها . كنت أودّ دائما رُأيتها و تجربة الدراسة فيها ، علما أنني كنت أدرس في المدرسة القرآنية للمنار لذا كانت لدي فكرة عن هذه المدرسة ، و كان لي صديقات و جارات كُثُر يدرسن فيها ، و يقصصن عليَ أحداث و أخبار عن هذه المدرسة ، و كل ما يدور فيها من : مسابقات و حفلات و رحلات .... إلى أن جاء ذلك اليوم الذّي تمّ فيها تحويلي إلى مؤسسة المنار بفضل من اللّه . لكنني في البداية لم أستقبل الفكرة بصدر رحِب ، فقد مضت عليَ ست سنوات في مدرستي القديمة ، و قد ألِفتُها كثيرا ، و كنت أخشى أن أكون وحيدة دون صديقات ، لكنني غيرت رأيي بعد رؤيتي ذلك الجوّ الرائع منذ خروجي من بيتي أنا و جاراتي و نحن نتبادل أطراف الحديث إلى أن نصِل إلى مدرستنا و نفترق هناك . عندها ألتقي بعائلتي الثانية ، يا لهم من لطفاء ! ، إنهم الإداريون و هم يردون علينا التّحية ، و يؤدون مهامهم دون كلل أو ملل ، إنهم أساتذتي الرائعين ، فهذه ٱستاذة الرياضيات المُفعمة بالنشاط و الحيوية ، و هذه ٱستاذة اللغة العربية تتكلم العربية بكل طلاقة ، إلى ٱستاذة الفرنسية و الانجليزية و الاجتماعيات و العلوم و الفيزياء ... ، و ألتقي كذلك بأخواتي و صديقاتي و نحن نتكلم و نضحك في جوّ مرِح و ممتع ،... آه ! ... ، يا لها من مدرسة رائعة ! لقد أحببتها حقا و أحببت كلّ ما فيها ، و أحسست أنني قد انتقلت من الحسن إلى الأحسن ، بالرغم من أنه لم يمض أكثر من شهر من دخولي إليها . و بما أنني أحببتها حبا جماً قررت أن أرفع من شأنها و ذلك فقط بالاجتهاد و المثابرة ، فأفرِح والديَ و عائلتي و مدرستي كذلك ، و قد أنشأت هذه الجملة البسيطة خصيصا لمدرسة المنار : " مدرستي وطن وأنا بدونها في غربة". إضافة إلى أنه علينا أن ندعوا الخالق أن يرفع عنا هذا الوباء و البلاء ، لتعود دراستنا عادية كما كانت ، و نعانق كل من نحبهم , و تعود المياه إلى مجاريها.
لا يوجد تعليقات