تجهيل المسلمين.. مؤامرة أم تكاسل وخمول
تجهيل المسلمين... مؤامرة أم تكاسل وخمول
أمة الإسلام أمة علم ومعرفة، أمة اِقرأ، وعقدة المؤامرة لا تزال تُتناول في أشكال مختلفة، فهناك من يقول بأن العالم الإسلامي فُرض عليه هذا القدر القليل من المعرفة والعلم بما لا يُمكِّنه من بناء حضارة منافسة لحضارة الغرب. فهل الوضع العلمي الراهن في العالم الإسلامي _ الذي أفرز التطرف والعنف الذي يعيشه المسلمون_ خاضع لإرادات من بعيد، أم هو عائد إلى المسلمين أنفسهم ومناهجهم؟
الظاهر لأي عاقل أن كل ذلك حاصل، فمخططات الأعداء جزء مما آل أليه حال الأمة المسلمة، وواقع المسلمين وضعف مناهجهم من أهم الأسباب الذاتية التي أدت إلى ما نراه من تراجع وتخلف وفرقة وتشرذم وخلاف وشقاق، وهذا مما سبب في تفاقم العنف والتطرف، ومن ثم تشويه صورة الإسلام لدى الرأي العام الغربي، لنكون بذلك _ وللأسف_ سبب استهزاء غيرنا بديننا و النيل من مقدساته.
فمن هذا المنطلق، لا ينبغي لنا كمسلمين أن يغيب عن أذهاننا أن هذا الدِّين بما حوى من حِكم وأحكام يدعوهم إلى الأخذ بزمام المبادرة للتَّعلم، فقد روى الإمام الربيع ابن الحبيب عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال: " اطلبوا العلم ولو بالصّين "، فطلب العلم ليس فضيلة فحسب بل هو فريضة، وأي علم هذا الذي يُطلب من الصّين؟! لكن تراجع المسلمين عن هذه الهمّة العالية وهذا الطّموح وتكاسلهم، هو أحد أبرز الأسباب التي مكَّنت الأعداء من الكيد بهم، ومن التخطيط للنيل منهم ونهب ثرواتهم.
إن التّدافع بين الحق و الباطل وبين الخير والشر هي من قوانين ونواميس هذه الحياة التي سنَّها المولى عزّ وجلّ ، وقد بُصِّر المؤمنون بهذه الحقائق، ووطِّئت نفوسهم لمواجهة هذه النوازل التي تكربهم، فما عليهم إلا أن يشمِّروا إلى هذه البواعث التي تبعث فيهم الهمة، وتكشف لهم حقيقة الحياة الدنيا، وتبين لهم حدود علاقاتهم بغيرهم وأنواعها، وكيفية إقامة تلكم العلاقات بينهم ومع غيرهم.
الأستاذ: قراس منير بن عبد الله/ أستاذ مادة الأدب العربي
لا يوجد تعليقات